إن الله عز وجل كرم الإنسان عن سائر الخلق وذلل له الدنيا وما فيها لخدمته رزقة العقل ليفرق بين الحق والباطل والطيب والخبيث ثم زاده الكرم كرما حين جعله خليفته في الأرض فسلمه زمامها ، أقرأ معي عزيزي القارئ قول الحق جل علاه في سورة البقره :(وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفه قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفق الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني أعلم ما لا تعلمون ) إن أدب الملائكه في حوارها مع الرحمن وتنزيه الله عن كل نقص بالتعظيم والتسبيح وإقناع الله لملائكته بقوله أعلم ما لا تعلمون رغم فساد الإنسان في الأرض وجور بين البلاد والعباد والإفساد في البر والبحر الإ أن خليفة الله خلقت للتعمير . خلق آدم ونفخ فيه الروح وأمر الجن والملائكه بالسجد له فسجدوا الإ أبليس فعصى وأستكبر ومن ثم بدأت المعركه بين الإنسان والشيطان ،خلقت حواء تقاسم زوجها عناء الدنيا وتشاركه رحلة التعمير الإ أن أبليس غرضه فساد آدم وبنيه تعمير الأرض لما أمر الله نبيه ونهاه أن أسكن أنت وزوجك الجنه ولا تقربا هذه الشجره فعرف ابليس مدخل الوسوسه فراح الرجيم يوسوس لهما أن يأكلا منها . وحين أكل سيدنا آدم لم يقصد عصيان ربه فتبدت وأنكشفت عورتهما حتى أن نبي الله لم يكن له سابق الذنب فكان ليس لديه علم كيف يستغفر ويتوب عن ذلك الذنب . إذن الآيه هنا أن أبليس لم يتمرد عن ربه بل عصى وأستكبر السجود لآدم نظر للمآمور إليه ولم ينظر لمن أمر وقد برأ عدم سجوده كيف أسجد له وأنا خلقت من نار وهو خلق من طين ، آدم لم يتمرد على ربه ولم يعصه لكن الشيطان وسوس لهما أن أكلا من هذه الشجره ، وما يخاطرني بالإهتمام أن حواء عليها السلام لم تكن السبب في خروج سيدنا آدم من الجنه كما زعم البعض لأن الغرض وراء وسوسة أبليس هي عصيان الإثنان ربهما والخروج عن طاعته تحقيقا لرغبة أبليس الكافره التي نؤكدها بوعيده حين طلب من ربه وقال (أنظري إلى يوم يبعثون) . لكن لو سألت نفسك قارئ الحبوب إذ لم يخرجا سيدنا آدم وزوجه من الجنه ،وإن لم يختلفا هابيل وقابيل ويتقاتلا من أين كنا سندرك الخير والشر الثواب والعقاب ،لمن الجنه ولمن النار وإن لم نعص فكيف نستغفر ونتوب عن عصيانا ،وأن وجود الخير والشر فطره لينتصر الحق على الباطل وأن رحلة التعمير في الأرض لأنتهت قبل أن تبدأ لو أن سيدنا آدم ما خرج من الجنه
وأن يوم البعث لأتي لتشهد السماء والأرض عليه وحتى ينفذوا وعد الله لكن لو أنك عزيزي القارئ سمحت لهذا العقل يتسنى في التفكير بمعنى التعمير وخلافة الإنسان في الأرض وسكن الدنيا بلا خلود ،والعمل فيها عن التجلد عن مشاقها والرضا بما قد أعطى وقدر والسعي طلبا للرزق والعمل من أجل النماء والتقدم لكنت علمت يقينا عما تعنيه كلمة (التعمير) و تعرف السبب خلف خروج نبينا آدم عليه السلام من الجنه وحكمة عصيان وإستكبار أبليس ووقوع آدم في الخطأ دون إدراكه وأخيرا أنصحك يا قارئ الدفتر الأ تجادل في العلم بدون علم فتقع تحت أيدي أهل العلم .